قد يختلف البعض حول أسباب فقدان البرصا للقب الليغا هذا الموسم ولكن الجميع يجمع أن السبب الرئيسي هو إختيارات اللوتشو الغبية .
الآن وقد إنتهت الليغا ويمكن لكل متابع للدوري الإسباني أن يبدي تقييمه الموضوعي بعيدا على التشنج وإلقاء التهم جزافا تحت مظلة تصفية الحسابات.
ختام الليغا لبرشلونة في الكامب نو امام ايبار كانت تُجسّد وضع برشلونة بأكمله طوال الموسم: رفع يافطة لانريكي، تشجيع له من قبل الجماهير، معاناة وتلقي اهداف، طريقة لعب غير مفهومة، توتر، فشتم لانريكي وانتصار غريب بطله ميسي.
هل على جمهور برشلونة احترام لويس انريكي وتكريمه؟ نعم. فهو قبل ان يكون مدرباً لعب في الكامب نو لـ8 سنوات وضع خلالها مع "فريق الاحلام" حجر اساس حقبة خرافية من بدايتها حتى الآن في كتلونيا.
هل يجب انتقاده؟ نعم وألف نعم. هل يجب الاحتفال برحيله؟ نعم والاحتفال يجب ان يكون على هيئة مهرجان تتويج بأغلى الألقاب وان يُقدّم للوتشو لوحة تذكارية كبيرة تحمل صورة ميسي، منقذه الذي جعله يبقى في الكامب نو لثلاث مواسم على التوالي.
لماذا رحيل انريكي يُعتبر لقباً لبرشلونة؟
ليس اتهاماً او هجوماً على شخصية لوتشو التدريبية، بل هي حقيقة اعترف بها هو شخصياً عندما قرر التتنحّي بعد مهزلة ذهاب دور الـ16 أمام باريس سان جيرمان، عندما خرج في مؤتمره الصحفي وأعلن انه لن يستمر مع برشلونة ليتحمل بمفرده "كامل الضغوطات والمسؤولية" عما حصل في هذه الليلة السوداء في حديقة الأمراء.
كان يعلم انريكي انه عليه ان يُنهي حقبته بيده، ان يقول للجميع انه هو من فشل وليس لاعبيه الذي لا يعرفون ان كانوا سيلعبون في مراكزهم الاساسية ام وفق مركز ابتكرته عبقرية هذا المدرب التكتيكيو رفقة "آي باد" مساعده اونزوي. كان يعلم انريكي انه فشل في صفقاته ولم يعرف كيف يُطيّع قدرات لاعبيه وفق حاجة الفريق، فحرق توران، همّش دينيس سواريز، واعتقل سيرجي روبيرتو في سجن الظهير الأيمن مانعاً اياه من الهروب الى خط وسطه المفضّل.
اتى بآندريه غوميز وفضّله بشكل مستفز في أغلب المباريات، لوكاس دينيه، ذلك الشاب الفرنسي الذي تغنت به الادارة بأنه يسيتطيع اللعب في مركزي الظهير الأيمن والأيسر أبدع في مقعد البدلاء الأيمن والأيسر.
وماذا يُقال عن اليكش فيدال الذي عانى الأمرّين قبل ان يحجز لنفسه مركزاً اساسياً أحرج به انريكي وكل من شكك بقدراته، علماً ان النادي كان بأمس الحاجة للاعب بمركزه عوض حرق ورقة سيرجي روبيرتو في الوسط.
رحيل انريكي ان استُثمر بشكل صحيح من قبل الادارة (التي يجب ان تتغيّر او تغيّر منهج تفكيرها الاقتصادي البحت) سيُعتبر لقباً بحد ذاته لأنه سيُخرج برشلونة من حقل التجارب ويُعيده الى سكّة فلسفته الصحيحة.
كيف لك ان تنتقد صاحب الثلاثية الثانية؟
يُسأل المُشجّع الكتلوني كيف لك ان تنتقد مدرّباً في اول موسم له على مقعده التدريبي حقق لك الثلاثية الثانية للنادي؟ فلمعان الكؤوس يُذهب العقل أحياناً متناسين ان الموسم الأول لانريكي كان الخطوة الأولى في منهاج هجومي بعثر اوروبا متمثّل بأحرف ثلاث "MSN"، ومثل ما شكّل نظام التيكي تاكا صدمة كروية لم يفهمها الخصوم سوى بعد 3 او 4 مواسم ووجدوا الحل لايقافها، ايضاً انتهت صدمة القوة الهجومية الضاربة بعد موسمين ونصف ليظهر بعد ذلك الفشل التكيتيكي الكبير لانريكي في عدم معرفة ما هي الخطة "ب" التي ستُساعد برشلونة على تحقيق الألقاب.
انريكي يُتقد تكتيكياً وليس كتلونياً، إذ لا يمك لأين مشجّع الا ان يفرح برحيل انريكي لأنه عاد الى حيث ينتمي "مقاعد الكامب نو" لاعباً كبيراً سابقاً ومشجعاً دائماً ولكن ليس مدربّاً بحجم النادي الكتلوني.